يحق لمن يرغب، اعادة نشر القصة مع ذكر اسم المؤلف 

                                                           المرأة الارض!

سليم مطر ـ جنيف

 tree-hug

 انا فلاح ورثت ارضي من ابي. ذات يوم اتتني امي بصحبة إمرأة شابة، وقالت:
ـ قم يا ابني، هذه زوجة لك، احرثها وازرعها لتثمر لك نسلك.

ـ كيف يا امي؟

ـ لا تسألني أنا، هي التي تعلمك..

وتركتني وحيدا معها.

 

واذا بالمرأة ترقد على الارض بين النبت والماء، وتجذبني لأرقد جنبها، ثم تمد كفها الى اسفلي وتهمس بغنج:

ـ هذا معولك يا زوجي، هيا إحرثني به وازرع فيّ بذرتك.

لا ادري ماذا حصل؟! فجأة أندلع في كياني لهيب أفقدني عقلي، فأرتميت عليها و.. ورحت احرث.. واحرث.. واحرث..

منذ تلك الساعة، امضي ليلي ونهاري وانا احرث ارضي الجديدة. نسيت مزرعتي وبيتي واهلي وقريتي، وانا احرث واحرث..

 

لم اعرف لها اسما، فناديتها: يا أرضي..

أذا بها تغضب وتبكي وتنطوي على نفسها وترفض ان احرثها.

شعرت بحزن لم اعرفه من قبل. وكلما حاولت لمسها جفلت وإبتعدت وهي تبكي.

هكذا بقيت اياما على حالها، وانا احوم مثل ثور هائج مربوط بها. تارة اهملها، وتارة اتذلل لها، وتارة اغضب واشتمها. اخيرا فقدت اعصابي ورحت اصرخ واصرخ واضرب الحيطان والاشجار واتمرغ بالمياه والاطيان.

 

اذا بها تقترب مني وتمسد رأسي وتقبلني من عيوني، ولا ادري كيف لاول مرة وجدت نفسي ابكي بين احضانها. فهمست بأذني ضاحكة:

 

ـ أرأيت الآن يا رجلي، انا اعظم من أي ارض؟

إنا إمرأة..

 في رحمي جذورك ومن لبني حياتك..

حرثي نعيمك وخصبي نسلك..

ايامي مواسم ، ومزاجي أعراس ومآتم

حناني بساتين وحزني بوادي

كرمي ربيع وتمنعي صقيع

جبروتي ضعفي، وسلاحي نواحي

إن تشدني من شعري، فسأشدك من قلبك

أنت حاكمي في المكشوف، وأنا سيدتك في المستور

إن تحميني من الرجال، فأنا أحميك من نفسك

بمديحي اسمو بك ملكا، وبجفائي انحدر بك عبدا

نعم يا رجلي انا إمرأة.. ارحب من ارض واعمق من بحر..

انا فضاء، كلما عرفتني جهلتني..

انا إمرأة..